رسالة مفتوحة للملوك والرؤساء العرب

رسالة مفتوحة للملوك والرؤساء العرب بمناسبة انعقاد القمّة العربية الثلاثين  في تونس

  • رسالة مفتوحة للملوك والرؤساء العرب بمناسبة انعقاد القمّة العربية الثلاثين  في تونس

افاق قبل 5 سنة

رسالة مفتوحة للملوك والرؤساء العرب بمناسبة انعقاد القمّة العربية الثلاثين  في تونس

أصحاب ” الجلالة والعظمة والسمو والفخامة “، تحية وبعد:

ستعقدون قمّتكم في تونس يوم الأحد القادم الموافق 31/3/2019 وسؤالنا لأصحاب الفخامة والجلالة الملوك والقادة العرب ماذا تحقق خلال عام من عقد قمة الدمام  وحتى موعد انعقاد قمتكم الثلاثين في تونس  ، في القمة التاسعة والعشرون تحدى ترمب النظام العربي  بالاعتراف في القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي ونقل السفارة الامريكيه للقدس وسطرتم بيانكم في ختام قمة الدمام " حيث أكد البيان الختامي لقمة الدمام بطلان وعدم شرعية القرار الأمريكي بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مع رفض القادة العرب القاطع الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مؤكدين أن القدس ستبقى عاصمة فلسطين العربية، وحذر البيان من اتخاذ أي إجراءات من شأنها تغيير الصفة القانونية والسياسية الراهنة للقدس حيث سيؤدي ذلك إلى تداعيات مؤثرة على الشرق الأوسط بأكمله "

وبعد هذا البيان ما هي الإجراءات التي اتخذت بشان القدس  للحفاظ على هويتها وعروبتها ، وبدلا من اتخاذ إجراءات عقابيه وإجراءات احترازية للحفاظ على هوية القدس ضد الاستيطان وتهويد المدينة ألمقدسه وضد المشروع الاستيطاني  والوقوف في وجه الإجراءات الاسرائيليه  ، سعت العديد من الدول العربية المشاركة في قمة تونس الثلاثين  للهرولة للتطبيع مع إسرائيل واحتضنت أراضيها  المسئولين الإسرائيليين وإسرائيليين تحت عنوان  التطبيع في الرياضة وغير ذلك من المبررات  وهذا حصل في الإمارات العربية  المتحدة وقطر  واستقبل السلطان قابوس سلطان عمان  رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو وزار وزير خارجيتها بن علوي اسرائيل وحصل ذلك في المغرب والعديد من الدول العربيه الأعضاء في ألجامعه العربية المشاركة في اجتماعات القمة العربية الثلاثين  في تونس .

تنعقد قمتكم الثلاثين بغياب سوريا حيث ما زال الخلاف على عودتها محتدم بين دول أعضاء مجلس ألجامعه العربية والسبب الموقف الأمريكي والإذعان للقرارات التي تمليها أمريكا مما فرض على بعض دول الأعضاء في ألجامعه العربية وضع فيتو على العودة السورية للجامعة العربيه  إلا ضمن أملاءات وشروط وبعلم الجميع ترفضها سوريا وهذا ما حذا بالأمين العام للجامعة العربية احمد أبو الغيط ليصرح " "لكي تعود سوريا يجب أن يكون هناك توافق، ويصدر بقرار مكتوب يقره المجلس الوزاري، وتتحرك بالتالي بموجبه الأمانة العامة. فالأمانة العامة أو الأمين العام للجامعة العربية لا يبادر بذاته في أي اتجاه لأن الإطار الحاكم لهذا الأمر هو قرارات الجامعة العربية".

فقمة تونس المنعقدة 31 مارس/آذار  2019، لم تحضرها سوريا وتتصدر جدول أعمال القمة قرار ترمب بالاعتراف بالسيادة الاسرائيليه على الجولان السوري المحتل وهذا يشكل التحدي الاخطر الثاني بعد القدس على النظام العربي ومن الجدير ذكره جمدت عضوية سوريا في الجامعة العربية عام 2011، ولا تزال خارج الجامعة، وسط استمرار انقسام الدول العربية بشأن عودتها إلى المنظمة.

وسط الخلافات في التوجهات والرؤى بين أعضاء دول ألجامعه العربية المجتمعين في مؤتمر القمة العربية الثلاثين حول اولوية الصراع مع إسرائيل واعتبار الصراع مع إيران اولويه على ما عداها من صراعات وقضايا وهذا هو السبب في غياب سوريا والاعتراض على عودتها ومشاركتها القمة المنعقدة في تونس

الملوك والرؤساء العرب المحترمين

 إن أولوية الصراع هو مع الاحتلال الإسرائيلي ومع المشروع الصهيو أمريكي المعروف باسم "  صفقة القرن " وهو لا يستهدف فلسطين وتصفية القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية بل هو ابعد من ذلك بكثير هو مشروع  الشرق الأوسط الجديد ، مشروع قديم متجدد باسم "  صفقة القرن "  معالم المشروع الخطير الذي يستهدف الدول الأعضاء بالجامعة العربية باتت تتضح خطورته  يوما عن يوم لان المشروع في جوهره ومحصلته تسييد إسرائيل على مجموعة الدول العربية لتكون جزء لا تجزأ من تحالف تقوده إسرائيل ويؤدي إلى التقسيم للعالم العربي ضمن دويلات يسهل التحكم فيها وبمقدراتها وهذا ما عبر عنه صراحة وزير الخارجية الأمريكي في خطابه أمام الايباك الصهيوني وفي معرض تعليقه على قرار ترمب الاعتراف بالسيادة الاسرائيليه على الجولان السوري المحتل " قال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، لشبكة "CBN News": "من المحتمل في اعتقادي أن الله استخدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمساعدة في الدفاع عن دولة إسرائيل اليهودية". وأضاف: "لرؤية التاريخ الرائع للإيمان في هذا المكان (القدس)، والعمل الذي قامت به إدارتنا، للتأكد من بقاء هذه الديمقراطية في الشرق الأوسط، وبقاء الدولة اليهودية، أنا واثق من أن الرب يعمل هنا".

 

بدوره، علق الصحفي البريطاني مهدي حسن على تصريح بومبيو بقوله: "واو.. في كل مرة أظن أن لا شيء في هذه الإدارة قد يفاجئني (أو يجعلني أتقزز)، إلا أنهم يفعلون ذلك.. ويتفوقون على أنفسهم حتى.

هذا لوحده يكفي أن تعلموا أيها الملوك والقادة العرب أننا أمام حرب صليبيه تعتبر امتداد للحملات الصليبية وأعلنها جورج بوش الابن في حربه على العراق وأفغانستان واسماها فيما بعد الحرب على الإرهاب ،

بتنا نخشى من القرار التالي لترمب وقد تكون يثرب وهي المدينة المنورة حيث قبر الرسول صلى الله عليه وسلم  وهذا ما يسعى اليهود للوصول إليه  من خلال اليمين المتصهين الأمريكي ضمن مسعى من سخره الرب لدولة إسرائيل اليهودية

الملوك والرؤساء العرب

نتمنى أن تلقي هذه القضايا في مجملها على اهتمام قمتكم الثلاثين بعد أن تحدى ترمب العرب كل العرب بالاعتراف في القدس عاصمة لإسرائيل وهي قدسكم جميعا وأولى القبلتين وترافق ذلك مع انعقاد قمة الدمام  ،واعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسيادة "إسرائيل" على الجولان المحتل مع انعقاد قمة تونس مع  ما سبقها من تحديات وقرارات تصفوية للقضية الفلسطينية  وهي جميعها تلقي بالثقل على القمة العربية الثلاثين

نتمنى أن تخرج القمة العربية  الثلاثين بمفهوم مغاير للقمم العربية السابقة في ظل المخاطر التي تتهدد العرب جميعا ولا يوجد في هذا استثناء حتى حلفاء أمريكا وان لا يكون البيان الذي يعقب انعقاد القمة استنساخا للقمم السابقة  فلم يعد هناك ما يمكن البناء عليه لتحقيق السلام كخيار استراتيجي ولم يعد مقبولا تكرار تبني مبادرة السلام العربية لانه لم يعد هناك رؤيا لقيام الدولتين الفلسطينية وإسرائيل وقرار السيادة على الجولان تحدي سافر للنظام العربي وتجاهل لمبادرة السلام العربية وإهمال لها واستهتار بمضمونها

وهذا جميعه يتطلب منكم اتخاذ قرارات ترقى لمستوى التحديات وتكون بمستوى المخاطر التي باتت تتهدد النظام العربي باجمعه فإما أن تثبت قمة تونس وقراراتها بأنها على مستوى التحديات في مواجهة ترمب وقراراته الربانية لدعم إسرائيل اليهودية الكبرى وامتداداتها من النيل الى الفرات والجزيرة العربيه وهذا هو مكمن الخطر وأولوية الصراع وغير ذلك فان هذا النظام العربي الى زوال بسبب الضعف والهوان الذي بات عليه وقد تكون هذه فرصتكم الاخيره

التعليقات على خبر: رسالة مفتوحة للملوك والرؤساء العرب بمناسبة انعقاد القمّة العربية الثلاثين  في تونس

حمل التطبيق الأن